الفعل المبني للمجهول ما هو؟انظر معي الآن إلى هذا المثال (لعب محمد)، الجملة هنا معناها أن محمد قام باللعب، فالفعل هو (لعب)، والفاعل هو من قام باللعب، وهو (محمد)، إذًا مما تكونت الجملة؟ تكونت من الفعل والفاعل.
وانظر إلى ذلك المثال (أكل محمد الطعام)، تكونت الجملة من الفعل، وهو (أكل)، ومن الفاعل، وهو (محمد)، فالفعل هو الأكل، والأكل هو الفاعل، والمأكول هو المفعول به، وهو (الطعام).
وانظر للمثال (سوف أذهب إلى المدرسة)، تجد أن الجملة تتكون من فعل وهو (أذهب)، وفاعل ولكنه مستتر ومضمر في الفعل وتقديره (أنا)، أي أن تقدير الجملة ومعناها (سوف أذهب أنا إلى المدرسة)
إذا أمامنا في الأمثلة نرى تكوين الجملة الفعلية، فهي يجب أن تتكون من فعل وفاعل، حتى ولو كان الفاعل غير ظاهر، اي مضمر مستتر، أي أن الفاعل جزء رئيسي في الجملة الفعلية ولا تكتمل إلا به، ولكنك لاحظت أننا في المثال الأول لم نحتج إلى المفعول به، إذا المفعول به يمكن الاستغناء عنه في الجملة الفعلية.
الفعل المبني للمجهول
الفعل المبني للمجهول هو ما تعمد أن نتجاهل فاعله، فالفاعل هو من قام بالفعل، ونحن نسند الفعل إليه، مثل (يلعب محمد) فقد أسندنا الفعل (يلعب) إلى الفاعل (محمد).
فالفعل المبني للمجهول نسند فيه الفعل إلى غير محدد وغير معلوم، فكيف ذلك؟
انظر إلى هذا المثال (سُرِقَ البيت)، من الذي يسرق البيت؟ هو السارق أو الحرامي، ولكن هل قلنا سرق الحرامي البيت؟ لا، وإنما قلنا بأن فاعل الفعل مجهول، فأسندنا الفعل إلى مجهول ولم نذكره.
إذًا البناء للمجهول هو ذكر الفعل وحذف فاعله، أو هو ما لم يحدد أو يذكر فاعله.
كيف يبنى الفعل للمجهول؟
عزيزي الطالب، ما هي أقسام الفعل؟ أقسام الفعل هي (ماضي،أو مضارع، أو أمر)، وانظر إلى تلك الأمثلة:
- سُرقَ المال.
- يُسْرَق المال.
- إقرأ الكتاب.
في المثال الأول، نجد أن الفعل (سرق) هو فعل ماضي، وهو مبني للمجهول، وفي المثال الثاني نجد أن الفعل (يسرق) هو فعل مضارع مبني للمجهول.
أما المثال الثالث فهو فعل أمر مبني للمعلوم، فلماذا بنينا الفعلين الماضي والمضارع للمجهول، ولم نبني الفعل الأمر للمجهول؟
عزيزي الطالب عندما نأمر أحدًا بفعل شيء، فهل نستطيع الأمر بدون أن يوجد مأمور، هل يمكن أن نقول (اشرب اللبن) دون أن يكون هناك من يشربه؟ بالطبع لا لأن الفعل الأمر موجه لمخاطب مأمور، فلا يمكن أن نبني الفعل الأمر للمجهول.
بناء الفعل الماضي للمجهول
الفعل الماضي عند بنائه للمجهول له حالات، فقد يكون الفعل من ثلاثة أحرف أو أربعة أحرف أو خمسة أحرف أو ستة أحرف.
وقد يكون الفعل ليس فيه حروف علة، او وسطه حرف علة، أو آخره حرف علة، فكيف نبني المجهول في تلك الحالات؟
أولا: بناء الماضي الصحيح
عند بناء الفعل الماضي للمجهول تحدث بعض التغييرات في الحركات على حروف الفعل، ليدل ذلك التغيير على البناء للمجهول.
- فالفعل ضرب في المثال (ضَرَب الولد أخاه)، هو فعل ماضي ثلاثي، واول حرف فيه مفتوح، وثاني حرف منه مفتوح أيضًا، وهو الحرف الذي قبل الحرف الأخير.
وعند بناء الفعل للمجهول نقول (ضُرِبَ أخاه)، فما التغيير الذي حدث في الفعل أو الجملة.
نرى هنا ان الفاعل (الولد) قد حذف، كما أن حركة الحرف الأول أصبحت ضمة بدلًا عن الفتحة، وحركة الحرف الذي يسبق الآخير أصبحت الكسرة بدلًا من الفتحة.
إذًا عند بناء الفعل الماضي الصحيح للمجهول فإننا نضم الحرف الأول، ونكسر الحرف الذي قبل الأخير، ونحذف الفاعل.
- وفي المثال (أخرج محمد الكتاب)، عند البناء للمجهول نقول (أُخرِج الكتاب)، وهو فعل ماضي رباعي.
- وفي المثال (اِستخرَج الصياد اللؤلؤ)، عند البناء للمجهول نقول (اُستخرِج اللؤلؤ)، وهو فعل ماضي سداسي.
إذا عند البناء للمجهول لأي فعل ماضي صحيح، سواء كان يتكون من ثلاث أو أربع أو خمس أو ست أحرف، فإننا نحذف الفاعل، ونضم أول الفعل، ونكسر ما قبل آخر الفعل.
بناء الفعل الماضي المعتل الوسط
الفعل المبني للمجهول عندما نبنيه من فعل ماضي في أوسطه حرف علة، فإنه يختلف في طريقة صياغته.
- مثال (باع الرجل الكتاب).
انظر عزيزي الطالب إلى هذا المثال، تجد أنه فعل ماضي ثلاثي، وفي وسطه حرف الألف المفتوح الحرف الذي قبلها، إذا هي حرف علة، والفعل معتل الوسط، ويسمى فعل (أجوف)، فكيف نبني الفعل للمجهول منه؟
أولا نحذف الفاعل، ثم نقوم بالنظر إلى حرف العلة، هل هو ساكن والحرف الذي قبله متحرك،؟ أم هو متحرك، فإن كان متحرك مثل (صَيِدَ) فكأنه صحيح، فنضم الحرف الأول وهو الصاد، ونكسر الحرف قبل الأخير وهو الياء، فنقول (صُيِد السمك).
وأما إذا كان حرف العلة هو ساكن مثل (قال محمد الحق) ،(باع الرجل اللبن)، فإننا نقوم بتغيير الألف أو الواو إلى ياء ونكسر الحرف الأول، أو نقلب حرف العلة واو ونضم الحرف الأول، فنقول (قِيل الحق، قُول الحق)، (بِيع اللبن، بُوع اللبن).
الفعل المبني للمجهول المعتل الآخر
انظر معي إلى هذا المثال (مشى محمد إلى المدرسة)، (دعا العبد الله)، (حمى الله عبده)، في الأمثلة الثلاثة نجد أن الأفعال (دعا، حمى، مشى) هي أفعال ماضية مكونة من ثلاثة أحرف، أي ثلاثية، وجميعها تنتهي بحرف علة فماذا نفعل عند بناء هذه الأفعال للمجهول؟
أولا نقوم بحذف الفاعل، ثم نضم الحرف الأول، ونكسر الحرف الذي يسبق آخر حرف، أي الذي يسبق حرف العلة، ثم نقلب حرف العلة ياء.
فنقول (دُعِيَ الله )، (حُمِي العباد)، ( مُشِيَ إلى المسجد).
الفعل المبني للمجهول المبدوء بتاء زائدة
عزيزي الطالب انظر إلى هذا المثال (تعلَّم الولد الرسم)، نجد أن الفعل (تعلم) هو فعل ماضي، ولكن هل حرف التاء في الفعل هو حرف أصلي أم زائد؟ لنجرب حذف حرف التاء سيصبح الفعل (علَّم)، يعني أن حرف التاء زائد عن حروف الفعل الأصلية، لأن حذفه لم يؤدي إلى ظهور كلمة غير صحيحة، فكيف نبني الفعل المبدوء بتاء زائدة للمجهول؟
مثال
- تدرب الطالب على الأسئلة.
في المثال نبني الفعل (تَدَرَب) للمجهول، فنقول (تُدُرِب)، أي أننا نضم الحرف الأول وهو التاء، ونضم الحرف الثاني وهو الدال، ونكسر الحرف الذي قبل الحرف الأخير وهو الراء.
إذا يبنى الفعل الماضي المبدوء بتاء زائدة للمجهول بضم الحرفين الأول والثاني، وكسر ما قبل الآخر.
الفعل المبني للمجهول المبدوء بهمزة وصل
همزة الوصل هي عبارة عن الف توضع في اول الكلمة، لأن الكلمة تكون أولها حرف ساكن، وفي اللغة العربية لا يمكن للناطق أن يبدأ بساكن، فوضعوا تلك الهمزة ليتمكن الناطق من نطق الكلمة.
أمثلة
- استغفر العبد الله.
في هذا المثال الفعل (اِستَغفَر) هو فعل ماضي مبدوءًا بهمزة وصل، وعند بنائه للمجهول نحذف الفاعل ونضم الحرف الأول والحرف الثالث، وهما حرف الالف والتاء، ونكسر الحرف الذي قبل آخر حرف، وهو حرف الراء، فنقول (اُستُغفِرَ الله).
إذا بناء الفعل الماضي المبدوء بهمزة وصل للمجهول نضم الحرف الأول والثالث ونكسر ما قبل الآخر.
بناء الفعل المضارع للمجهول
انظر إلى المثال (يُعَلًِّم المعلم الطلاب)، (يَضْرِب الوالد ابنه).
في المثالين السابقين نجد أن الفعلين (يعلم، يضرب) هما فعلين مضارعين، لأن فاعلهما موجود، وهو المعلم والوالد.
فإذا أردنا أن نبنيهما للمجهول ماذا نفعل؟
أولا نحذف الفاعل ونضم الحرف الأول، وهو الياء في الفعلين، ثم نفتح الحرف الذي يسبق الحرف الأخير، فنقول (يُعلَّم الطلاب)، (يُضْرَب ابنه).
إذا لتحويل الفعل المضارع المبني للمعلوم إلي الفعل المبني للمجهول، فإننا نضم الحرف الأول، ثم نفتح الحرف الذي قبل الآخر.
أغراض بناء الفعل للمجهول
لماذا نبني الفعل للمجهول عزيزي الطالب؟ ما السبب الذي يجعلنا نضع التغييرات في الفعل ونحذف الفاعل؟
يبنى الفعل للمجهول لأسباب نقسمها إلى قسمين.
فقد يكون السبب هو سبب لفظي أو سبب معنوي.
والسبب اللفظي أي نغير الفعل للمجهول حتى يكون مناسبًا في النطق، فما هي الأسباب اللفظية لجعل الفعل المبني للمجهول أنسب في الاستخدام؟ هم ثلاثة أسباب:
- الإيجاز والاختصار: فعندما نبني الفعل فإننا نحذف الفاعل، اي أن الجملة الفعلية تكون أكثر اختصارًا وإيجازًا، وقد يكون الإيجاز هنا مطلوب، فإذا كنت تسير في الشارع وفي يدك مبلغ مالي، ثم تعرضت للسرقة لص وتراه يهرب، فإنك تستغيث بالناس وتشير إلى اللص الذي يهرب وتقول (سُرِقت)، أليس هذا أفضل وأسرع من قولك (سرقني اللص هذا) ليسارع أحدهم للمساعدة ؟ بالطبع هنا الإيجاز في اللفظ أفضل.
- تنظيم السجع والوزن: تنظيم السجع هو يكون عندما ننظم الكلام على نغمة معينة، مثل (من طابت سريرته حمدت سيرته)، فالجملة الثانية الفعل مبني للمجهول حتى تكون انسب في النطق والنغمة، وأما الوزن فهو مختص بالابيات الشعرية وتنظيمها.
وأما الأسباب المعنوية لبناء الفعل للمجهول فهي كثيرة ومتعددة حسب المعنى، ونذكر بعضًا منها:
- علم المخاطَب بالفاعل:
انظر إلى تلك الأمثلة (خُلِقنا لنعبد الله)،(خلق الإنسان ضعيفًا)،(يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام).
في تلك الأمثلة من هو الفعل؟ هل من خالق غير الله؟ هل من يفرض على المسلم الصيام وسائر الفروض غير الله؟ بل هل من يجهل أن الله هو الخالق والمحرم والمحلل؟ بالطبع لا، إذن فلم يذكر الفاعل هنا في الفعل المبني للمجهول لأن الفاعل لا يحتاج لذكره، بل هو معروف ومعلوم.
- جهل المتحدث أو السامع بالفاعل
عزيزي الطالب، في قصة فرعون الطاغي قيل على فرعون (وكذلك زين لفرعون سوء عمله)، أي أن دافعًا دفعه إلى أن يعصي الله ويقتل ويظلم ويطغى، ولكن ما هو الدافع، أي من الفاعل الذي زين لفرعون أن يعصي ربه، هل هو مساعديه وأعوانه؟ أم نفسه الأمارة بالسوء؟ أم ربه؟ لا نعلم الفاعل، لذا بنينا الفعل للمجهول ولم نذكر الفاعل.
- تعظيم الفاعل
انظر لذلك المثال في الحديث عن يوم القيامة يقول الله تعالى (كلًا إذا دُكَّت الأرض دكا دكا)، أي إذا دكها الله دكا، ولكن لم يذكر. الفاعل وهو لفظ الجلالة تعظيما لله تعالى من ذكر المفعول بعده وهو دك الأرض.
- تحقير الفاعل.
عندما نقول (طُعِنً عمر) هنا نحن لا نذكر القاتل، لكرهه واحتقاره لما فعله.
- عدم وجود أهمية لذكر الفاعل.
مثل قوله تعالى (وإذا حييتم بتحية فحيو بأحسن منها أو ردوها)، هنا يبين الله تعالى حكم رد السلام على من سلم، فالغرض هنا هو توضيح الحكم، لا توضيح الفاعل، بل الآية لم تذكر فاعل معين ولا يهم من هو الذي حيَّا، وإنما الهدف من الآية هو توضيح الحكم فقط.
إذًا الأغراض المعنوية تفهم من المعنى.
معلومات عن كلية التربية اقسام وتنسيق الكلية ومجالات العمل بعد التخرج
تذكر
عزيزي الطالب، ماذا تفعل إذا أردت أن تبني الفعل للمجهول؟
الإجابة أن عليك أن تعرف ما هو نوع الفعل، هل هو فعل ماضي يدل على حدوث شيء في زمن انتهى، مثل (ذاكرت دروسي)، أم هو فعل مضارع يدل على حدوث شيء في زمن التكلم لم ينته بعد، مثل (أنا أذاكر دروسي).
فإذا كان الفعل ماضيًا، فإنك تبحث عن الفعل هل هو أحد حروفه حرف علة؟ فإن كانت الإجابة نعم فماذا نفعل؟
ابحث عن مكان حرف العلة، هل هو في وسط الفعل؟ أم في آخر الفعل؟.
- فإن كان في وسط الفعل فهو فعل (أجوف)، وعند ذلك فإننا نكسر الحرف الأول ونقلب حرف العلة ياء، أو نضم الحرف الأول ونقلب حرف العلة ياء.
إذا كيف نبني هاذين الفعلين للمجهول (قال الولد الحق)، (باع الرجل اللبن)؟
في المثال يمكن أن نقول (قُول الحق، بُوع اللبن)، ويمكن أن نقول (قيل الحق، بيع اللبن).
- أما إذا كان حرف علة في آخر الفعل، فإننا نضم أول الفعل، ونكسر ما قبل الحرف الأخير، مثل (أتى محمد إلى البيت)، عند البناء للمجهول نقول (أُتِيَ إلى البيت).
حالات اعراب الفعل المضارع .. هيا نعرفها؟
ثانيا
عزيزي الطالب قم بالبحث في الفعل هل أوله حرف تاء؟ فإن كانت الإجابة نعم تعرف على حرف التاء، هل هو حرف أصلي، أي إذا حذفناه تفسد الكلمة، أم هو حرف زائد إذا حذفنا الكلمة لا تفسد؟
إن كانت الكلمة تفسد فهو حرف أصلي، مثل (تَأنَّى محمد في حل الواجب)، فكلمة التأني لا يمكن فصل التاء منها.
أما إن كان ازالة الحرف لا يسبب فساد الكلمة، مثل (تَخَرِّج محمد من الكلية)، فإننا إذا أردنا البناء للمجهول ماذا نفعل؟
نضم الحرف الأول والثاني، ونكسر الحرف الذي قبل الحرف الأخير، إذا كيف نبني الفعل (تخرج للمجهول)؟
نضم حرف التاء والخاء، ثم نكسر حرف الراء ونحذف الفاعل، فنقول (تُخُرِّج من الكلية).
ثالثا
ابحث عزيزي المتعلم هل يوجد في الفعل همزة وصل؟ مثل الفعل (استخرج الصياد اللؤلؤ)؟ فإن وجدت همزة وصل فإنك ستقوم أولًا بضم أول حرف وهو الهمزة، ثم ضم ثالث حرف وهو التاء، ثم كسر الحرف الذي يسبق الحرف الأخير وحذف الفاعل، فنقول في الفعل المبني للمجهول (اُسْتُخرِج اللؤلؤ).
رابعا
إذا نظرت في الفعل فوجدته ليس فيه حروف علة، ولا همزة وصل، فهو فعل صحيح، مثل (ضرب محمد أخيه)، والفعل المبني للمجهول إذا كان صحيحًا فماذا نفعل؟
نعم نقوم بضم أول حرف ثم نكسر الحرف الذي يسبق الحرف الأخير ونحذف الفاعل، فنقول (ضُرِبَ أخيه).
أما إذا وجدنا أن الفعل مضارع وليس ماضيًا، مثل (يذاكر محمد الدروس) فإن بناء الفعل للمجهول يكون بضم الحرف الأول وفتح الحرف الذي يسبق الحرف الأخير.
فنقول (يُذَاكَر الدروس)، بضم حرف الياء وفتح حرف الكاف وحذف الفاعل.
ويجب أن تستطيع التمييز بين الفعل الماضي والمضارع وبين الحرف الزائد والأصلي في الفعل عزيزي الطالب، لذا اجتهد جيدًا حتى لا يفوتك النجاح.
ادوات جزم الفعل المضارع .. هل تعرفها؟ ادخل