بحث عن العلاقة بين الزيادة السكانية والأمن الغذائي
الزيادة السكانية والأمن الغذائي هي قضية تفجرت في العصر الحديث بالتزامن مع تصاعد وتيرة الزيادة السكانية الضخمة التي أصبحت تؤثر على جميع مناحي الحياة، فشكلت الزيادة السكانية أزمة في شتى القضايا لا سيما قضية الأمن الغذائي.
ما هي العلاقة بين الزيادة السكانية والأمن الغذائي
قبل أن نوضح العلاقة بين كفتي تلك المعادلة التي توضح أن ارتفاع الكتلة السكانية تقابلها عجز الأمن الغذائي، فإننا يجب أن نوضح ما هي الزيادة السكانية وما هو الأمن الغذائي.
الزيادة السكانية : هي انفجار وتضخم الكتلة السكانية، بمعنى أن النسبة السكانية تزايدت حتى أحدثت إخلال وعدم توازن بين نسبة السكان وبين نسب الموارد الأساسية للحياة، كما أن الزيادة السكانية هي زيادة السكان عن الحد الذي يقبله الموقع الجغرافي بموارده وطاقاته.
وتظهر الزيادة السكانية في شكل زيادة كبيرة في المواليد يوازيها قلة في الوفيات، فالأعداد في تزايد،
الأمن الغذائي: هو القدرة على سد حاجات الإنسان من الغذاء وتأمينه من الجوع، فيكون الإنسان غير قلق بشأن توفير الطعام والغذاء، أو من تبعيات الجوع التي يمكن أن تتمثل في الحروب على الغذاء والموارد وغير ذلك من التحديات للأمن الغذائي.
وتكمن العلاقة بين الزيادة السكانية والأمن الغذائي في أن التزايد في أعداد السكان بشكل كبير يحول دون التوافق بين الاحتياج السكاني وبين الموارد الغذائية المتاحة، ففي حين أن العالم يقف على واردات ما من الموارد لا تتزايد سنويًا، فإن الزيادة السكانية لا تتوقف عن التصاعد بشكل يومي مرعب، فيحدث العجز الغذائي الذي يؤدي إلى انعدام الأمن الغذائي، وتفشي ظواهر الجوع وتوابعها من الصراعات والأمراض والفقر والجهل وانتشار البطالة وغير ذلك، فكل زيادة سكانية تعني نقص في الفرص الأساسية للحياة.
كما يظهر انحدار اقتصادي واجتماعي وضعف سياسي وعجز عن توفير سبل الحياة الكريمة وتفاقم الكوارث البشرية وغير ذلك من الظواهر السلبية الناجمة عن الزيادة السكانية.
الأمن الغذائي وعلاقته بالزيادة السكانية
فيما يضر نقص الموارد إذا لم يستهلكها مستهلك؟ بالطبع لا يظهر نقص الموارد إلا باستهلاك السكان لها، وكلما ثبتت نسبة الموارد وزادت نسبة السكان فإن الموارد تكون سريعة النفاذ ولا تكفي الحاجة الاستهلاكية، وبالتالي تزيد الحاجة إلى الموارد الغذائية ويقل المخزون الاحتياطي للموارد،
الزيادة السكانية والغذاء في مصر
الزيادة السكانية والأمن الغذائي في مصر صنوان لا يفترقان، فقد دخلت الدولة المصرية في حيز الدول النامية التي لم تعد لديها القدرة على توفير أساسيات الحياة من الغذاء، وارتفعت نسب الفقر والبطالة بسبب تفاقم الزيادة السكانية، فقد صارت حصة الفرد من الغذاء والحبوب الأساسية لا تعادل حاجاته، وقد ارتفعت الفجوة الغذائية في مصر إلى حوالي 60%، من الإنتاج، حيث صارت الدولة المصرية من أبرز الدول المستورة في العالم، كما بلغت النسبة المتاحة للاستهلاك المائي لمصر سنويًا حوالي 55.5% مليار متر مكعب، بينما ارتفعت نسبة الاستهلاك الفعلي للمياة ما يقارب 77 مليار متر مكعب، وقد تعددت الدراسات التي شملت قضية الزيادة السكانية والأمن الغذائي في مصر، والتي اشتمل بعضها على تلك النقاط:
- الاعتماد الأكبر والحاجة الأساسية للفرد في مصر يعتمد على الحبوب (قمح، ذرة، أرز).
- تنتج الدولة المصرية كميات من الحبوب الأساسية إلا أن الزيادة السكانية لا تحدث توازن بينها وبين المستهلك من الموارد.
- بدأ نصيب الفرد في الحصة الغذائية في مصر بالتناقص يتضح بشكل أكبر مع الزيادة السكانية الفجة والتي برز آثارها في الفترة ما بين عام 1999، وعام 2013.
- برز الفقر الغذائي في استهلاك المواطن المصري للأسماك واللحوم البيضاء واللحوم في الفترة ما بين عام 1999، وعام 2013، حيث قدرت حصة الفرد سنويًا من اللحوم ما يعادل 14 كيلو جرام، وقدرت حصته من الأسماك بما يعادل 16 كيلو جرام تقريبًا، وقدرت حصته من اللحوم البيضاء بما يعادل 12 كيلو جرام تقريبًا.
- تراوحت نسب نمو اللحوم الحمراء في مصر في الفترة ما بين عام 1999، وعام 2013 إلى 3.32% للحوم الحمراء، و 4.8% للأسماك، و 4.02% للحوم البيضاء.
وأصبحت الزيادة السكانية في مصر في تفاقم وتزايد مع قلة شديدة في الموارد، فصار العجز يعم الأمن الغذائي.
دور منتجات الألبان في الإسهام في الأمن الغذائي وسد فجوة نقص الغذاء
في ظل قلة الموارد الغذائية مع تفاقم الزيادة السكانية وتصاعد وتيرة قضية الزيادة السكانية والأمن الغذائي فإن من أبرز النتائج من ذلك هي انحسار الثروة الحيوانية والثروة السمكية التي تساهم في العناصر الاساسية للجسم، فلقد أصبحت رؤوس المواشي والدواب في تناقص مستمر مقارنة بالزيادة السكانية، سواء كان ذلك التناقص بسبب العوامل الطبيعية من المناخ والكوارث الطبيعة وغيرها، أو كان بسبب نفوق العديد من الرؤوس، أو بسبب ارتفاع الاستهلاك الناجم عن الزيادة السكانية.
وفي المقابل فقد برز دور الألبان ومنتجاتها ومشتقاتها في إطار سد العجز من نقص حصة الفرد من الثروة السمكية والحيوانية، فقد بدأ التزايد في نسب منتجات الألبان بشكل سنوي بما يعادل 1.88%، بل بدا أيضًا أن منتجات الألبان صار تحقق فائضًا، وبلغت نسبة الفرد وحصته من الألبان ومشتقاتها سنويًا بما يعادل 72.24، وهي من أكبر نسب الحصص التي يحصل عليها الفرد سنويًا من الغذاء.
مشاكل الأمن الغذائي
تتلخص مشكلة الزيادة السكانية والأمن الغذائي في بعض الركائز التي يسبب فقدانها فقدان الأمن الغذائي، وهي:
- إتاحة الغذاء:
حيث يتاح توفر الموارد الغذائية بأحد طرق الحصول عليها، والمتمثلة في الإنتاج أو التوزيع أو التبادل، وهو ما يعرف بالاستيراد والتصدير.
وعنصر إتاحة الغذاء يتحقق في حالة توافر أساسيات الحصول على الموارد من الماء والتربة والثروات المالية والحيوانية وغيرها، كما يجب أن تتوافر الإدارة المناسبة القادرة على حل المشكلات والأزمات والحفاظ على الموارد.
- إمكانية الحصول على الطعام:
فلا يمكن الحصول على الطعام إلا بعد أن يكون متاحًا في متناول الجميع، عن طريق توفير النفقات التي تمكن من الحصول على الغذاء، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بالقضاء على الفقر والبطالة وقلة الموارد وغير ذلك من العوائق التي تمنع من وصول السكان إلى الغذاء.
- الاستخدام:
فالاستخدام السليم العادل للموارد وحسن التوزيع على السكان هو من أكبر العوامل التي تؤدي إلى تفادي الوقوع في العجز الغذائي، وحسن الاستخدام ينتج عن الادارة الناجحة للموارد.
كما يتمثل حسن الاستخدام في زيادة إنتاج الحبوب والمواد الغذائية التي تسد حاجات الأفراد والسكان، والتقليل من الموارد التي تمثل رفاهية وعدم أولوية في الاحتياج.
- الاستقرار:
الاستقرار عنصر بارز بين الزيادة السكانية والأمن الغذائي، حيث أن الأمن الغذائي قد يكون مؤقتًا وقد يكون طويل المدى مزمنًا، وقد يكون موسميًا، وقد يكون سبب عدم دوامه وجود عدم استقرار في المنطقة بسبب الحروب أو الكوارث الطبيعية أو الكوارث البشرية، كما أن التضارب بين الأسواق واحتكار السلع قد يؤدي إلى عدم القدرة على الحصول على الموارد الأساسية للغذاء.
الطاقة ومصادرها واستخداماتها .. بحث حول الطاقة في حياتنا
مشكلة السكان والأمن الغذائي
مع تفاقم أزمة الزيادة السكانية والأمن الغذائي وقلة الموارد بدأت نتائج تلك الأزمة في الظهور، فظهرت العديد من الآثار السلبية والمدمرة للمجتمعات، ومن تلك الآثار والنتائج:
- انتشار الأمراض وأبرزها مرض توقف النمو وإعاقته، وذلك بسبب الجوع وعدم حصول الجسم على الحاجيات الأساسية له من الغذاء.
- ظهور فشل مبكر في الأعضاء التي تتوقف عليها حياة الإنسان، مثل الأزمة القلبية في الأعمار الثلاثينية والأربعينية.
- سوء التغذية والذي يسبب نقص العناصر الأساسية في الجسم وضعف المناعة وإصابة الإنسان بالأمراض.
- بروز الظواهر العدائية في المجتمع والحقد بين الطبقات.
- ارتفاع معدل الجريمة، فعدم القدرة على توفير الغذاء يتسبب في ارتكاب الجرائم مثل السرقة والقتل.
بحث عن .. العوامل التي تؤدي إلى احداث تغيرات في البيئة pdf
تحديات تحقيق الأمن الغذائي
يقع على عاتق الدول مسؤولية تحقيق الأمن الغذائي لأفرادها، ومحاولة الموازنة بين الزيادة السكانية والأمن الغذائي، إلا أن بعض التحديات تقع عقبات في طريق تحقيق الأمن الغذائي، ومن تلك التحديات:
- أزمة عالمية في المياه:
حيث يؤدي كثرة استهلاك المياه للدول وتصديرها إلى ندرتها وحدوث جفاف عالمي.
- تدهور التربة:
فإن الإفراط في استخدام التربة والزراعة يؤدي إلى إنهاك التربة وانخفاض الناتج الزراعي.
- تغير المناخ:
فتغير المناخ هو من أكثر العوامل الرئيسية التي تحول بين التوازن بين الزيادة السكانية والأمن الغذائي، فالمناخ الحار يتسبب في الجفاف الذي يؤدي إلى التصحر التربة والجفاف للماء وفساد السلع وسوء التخزين، وغير ذلك من العوائق التي تمنع من تحقيق النمو الغذائي.
- الآفات الزراعية:
تسبب الآفات الزراعية عدم تحقيق التكافؤ بين الزيادة السكانية والأمن الغذائي، فينتج عنها فساد المحاصيل الزراعية وبالتالي يقل الوارد من المزروعات.
- السياسات:
فإن سوء الأحوال الاقتصادية يتوقف من التقدم في أي من المجالات المختلفة، وكذلك حالات الحرب وعدم الاستقرار.
بحث عن كرة القدم doc.. وتاريخ ومهارات اللعبة.. للطلاب
الزيادة السكانية وتوفير الغذاء
حتى يتسنى تقديم الحلول التي توازن بين الزيادة السكانية وتوفير الغذاء، فإننا نجمل الأسباب التي تؤدي إلى الزيادة السكانية أولَا، وهي:
- زيادة نسبة المواليد وقلة نسبة الوفيات.
- الزواج المبكر في القرى الريفية وبعض الدول النامية، فيزيد احتمالية إنجاب عدد أكبر من الأطفال.
- تطور التكنولوجيا و الذي يؤدي إلى حالة من استقرار الحياة بين السكان والتعامل مع المشكلات، فيضمن البقاء لهم، وبالتالي تقل نسبة الوفيات.
- انتهاء الحروب والعصور الغير المستقرة والقدرة على تفادي العديد من الظواهر الطبيعية والبشرية التي تؤدي إلى حدوث كوارث مجتمعية.
- ارتفاع معدل الهجرة.
- انتشار اللقاحات والتطعيمات التي تحمي الإنسان من الآثار السلبية المدمرة.
معلومات عن كلية سياسة واقتصاد ومزايا وعيوب ومستقبل الكلية !
أما الحلول التي يمكن تقديمها من أجل إحداث التوازن بين الزيادة السكانية والأمن الغذائي هي:
- توعية السكان بضرورة الحد من الإنجاب وتنظيمه، وبيان حالة الفقر في الموارد التي أصبح العالم يواجهها في مقابل الزيادة السكانية.
- مساعدة كل ما ينهض بالقطاعات الحكومية بالدول، كأنظمة الصحة والاجتماع والاقتصاد، والذي يساهم ذلك كله في الحد من مستويات البطالة والفقر والجهل.
- تحقيق أكبر استفادة تحقيق أكبر ربح في الدول التي تعرف بالزيادة السكانية، فتتحول الزيادة في تلك الدول من طبقات مستهلكة فقط إلى طبقات منتجة، وهو ما يرفع التوازن بين الزيادة السكانية والأمن الغذائي بسبب تحصيل أكبر نسب من الدخل.
- ترشيد الاستهلاك للموارد والحفاظ عليها، وذلك عن طريق ترشيد استهلاك المياه وتقنين استخدام الموارد.
- المصارحة بين الهيئات الحاكمة وبين السكان للوصول إلى الحلول، فتكون الشفافية بين الحكم والسكان سببًا في مراعاة السكان لحجم المشكلة.
- الاعتماد على الطرق الحديثة والمساعدة في التخزين والإنتاج، والتي تحقق ربح ومحصول أعلى دون استنفاذ الوقت والموارد.
ويجب أن تتكاتف المجتمعات واضعة حدًا للزيادة السكانية المهولة، لأن الأمن الغذائي بات مهددًا تهديدًا صريحًا، حتى صار معدل الوفيات بسبب ظاهرة الجوع ما يعادل حالة واحدة كل 5 ثواني، كما أن التوازن بين الزيادة السكانية والأمن الغذائي صار منعدمًا بشكل كلي.